سامحيني ابنتي العزيزه
قصه قصيره من وحي ثوره 25 يناير
كانت الساعه العاشره صباحا يوم السبت الموافق 26 فبراير وبعد ايام من ثوره 25 يناير الرائعه وقف الرائد ايمن النادي في شرفه منزله الكائن في حي الزيتون بالقاهره وكان يقف بجانبه ابنته الوحيده ساره بنت السبع سنوات تنظر اليه بحب وتساله انت مش بتروح الشغل ليه يابابا بقي لك كام يوم ورد عليه بابتسامه يملأها شجن انا ياحبيبتي في اجازه انتي مش عاوزه بابا يلعب معاكي فضحكت طبعا واصطحبها الي الداخل لتناول الفطار ولكنه كان يشعر بشعور غريب في هذا اليوم لم يشعر به من قبل فعلي الرغم من انه اشتهر في وزاره الداخليه بالقوه والذكاء فضلا عن كونه من احسن دفعته في ضرب النار الا انه هذا اليوم شعر لاول مره بخوف والقلق ولاسيما ان وزاره الداخليه في هذا اليوم في حاله حرجه بعد احراق الاقسام وهروب المساجين والمسجلين الخطر وانتشار الفوضي في الشوارع وهروب السلاح من الاقسام وعدم ذهاب الظباط الي عملهم في معظم القطاعات فضلا عن ظهور عداء قوي بين الشعب والشرطه بعد قتل المتظاهرين يوم 28 يناير والذي نتج عنه قتل وجرح الكثير من المصريين.
وفي الساعه الحاديه عشر قرر ايمن ان يتناول فنجان قهوه مع سيجاره وهو يجلس في شرفه منزله ولكنه وجد علبه السجاير خلصت فنادي البواب الذي لم يكن هو الاخر موجود في العماره فقرر النزول لشراء السجاير بنفسه ولكن زوجته منعته من النزول خشيه عليه فضحك وطمنها وقال لها لا تخافي انا هنزل للسوبر ماركت اسفل العقار واطلع علي طول وبالمره اجيب كرت شحن فقالت له اطلبهم بالتيلفون فقال لها انا عاوز امشي رجلي كما اني زهقت من الجلوس في المنزل وهنا طلبت منه ان يأخذ معه سلاحه الميري فوافق .
نزل ايمن واشتري السجائر وكرت الشحن ووقف لحظات خارج السوبر ماركت يشحن الكارت وكانت ابنته تنظر من الشرفه تنتظره وتراه وفي لحظات هجم عليه اربع اشخاص مسلحين باسلحه بيضاء وضربوه بسرعه علي راسه وحينما حاول اخذ السلاح انقض اخر عليه وضربه بمطواه في اصابعه بدقه وسريعا اخذ سلاحه وبعد دقائق وقبل تجمع الجيران اسرعا والقياه في سياره تويوتا نصف نقل وطار السائق بعيدا حتي كاد يدهس ثلاث مواطنين ولسرعه الموقف لم يلحق احد بالسياره ولم يكن في الشارع احد معه سياره حتي يلحق بهؤلاء الاشقياء وكان من راي الموقف من بعيد ووحشيه العصابه المسلحه خشي علي نفسه واثر السلامه في ظل اوضاع مترديه تمر بها مصر.
صرخت ساره من النافذه بعد ان رات ابيها مجروح ويترنح الحقي ياماما بابا اتعور نظرت الزوجه بلهفه فلم تري شئ واسرعت تتصل به ولكن الموبايل مغلق فقد وقع في ايد العصابه ونزلت الشارع تصرخ فلا مجيب الا عامل في السوبر ماركت حكي لها ماحدث وخاف ان يتدخل خوفا علي عمره والتي انهارت بدورها مما حدث وكان قلبها يحدثها ان ثمه مكروه سيحدث لزوجها اليوم.
بعد نصف ساعه بدأ ايمن يفوق من الموقف فأذا باربع اشخاص قد جردوه تماما من ملابسه وبدأو ينادوه ازيك ياايمن باشا والله زمان وبدأ ايمن يتحقق من الوجوه انها ليست غريبه عنه نعم هي عيد التحش وكوته وزلطه وحسنين وزه والاربعه مسجلين خطر سرقه بالاكراه وسطو مسلح ومخدرات ومعروفين جدا في منطقه المطريه حينما كان يعمل الرائد ايمن في يعمل فتره في قسم المطريه وكان مشهور عنه بالبطش والقوه لكن مع من هو خارج علي القانون والبلطجيه احيانا كان يقوم بحملات ليليه يلم فيها كل المشتبه فيهم .
احتجز البلطجيه ايمن في شقه بالمرج لمده ساعه بعدها جاء رجل يلبس جلباب وعمامه وايمن في الم وحيره.
وهنا قال الرجل اهلا ياباشا فاكر حسن السواق بتاع موقف شبرا فاكر لما كنت نقيب في ام الدوله عملت فيه ايه اهوا جه اليوم اللي هانتقم منك وانتقم لابني حسن اللي عذبته عشر ايام وصعقته بالكهربا بعد اسبوع من دخلته ودمرت حياته علشان كان بيصلي وكل ذنبه انه اطلق لحيته وهنا انهار ايمن وبدأ يشعر بالخطر وانه قد وقع في ايدي عصابه لن تتركه الا جثه هامده .
في خلال عشر دقائق مرت علي ذاكره ايمن حياته كلها كأنها شريط سينما وتذكر كل شئ منذ تخرجه من كليه الشرطه حتي عمل في قسم المطريه ثم تعيينه في جهاز امن الدوله لما عرف عنه من شده وبطش وتذكر كل من عذبه وظلمه واهانه ولم يتوقع ابدا ان يقع في هذا الموقف صحيح انه ظلم كثيرا وعذب مشايخ وشباب في هذا الجهاز الوحشي لكنه كان ينفذ اوامر وكانت طبيعه عمله كما افهموه الحفاظ علي الامن العام ولكن لم يعمل عقله انه كان نظام قمعي يخدم الفساد والمحسوبيه والرشوه والنظام الفاسد في عهد مبارك.
بدأت الزفه للرجل عاريا فوق سياره واربعه حوله مدججين بالسلاح الابيض وطبجنات ودارو به في شوارع القاهره وصوره علي الموبايل وظلوا يضربوه في كل جسده وهو في شبه غيبوبه لايقوي علي الحركه ولايكاد يري الا صوره ابنته ساره بضحكتها الجميله وهي تودعه كل صباح مع السلامه يابابا ولكن لم يعمل حساب ان كان هناك اسر ايضا لها اطفال لم يعود والدهم لايام وشهور بل وان ابائهم ماتوا ولم يعودوا نتيجه للظلم او التعذيب او القتل بسبب وبدون .
كان ايمن في مشهد الموت فيه افضل وبدأ ولاول مره يشعر بالندم والحزن علي الرغم من جراحه القويه لكن لم يعرف قبل اليوم الندم وكانت الاوامر صريحه ولكنه لم يستخدم ابدا عواطفه او ضميره بل دائما العمل والاوامر فضلا عن المميزات الكثيره من حوافز وارباح ومكافئات ومرتب خيالي لكونه افضل من يقوم بمهمه التعذيب.
طاف ايمن عاريا والجراح قد ملات كل جسده لمده خمس ساعات وانهارت قوته تماما وغاب بعدها عن الوعي ليستقيظ ويجد نفسه في مستشفي الشرطه في الزمالك حي سبحان الله نعم حي وابنته وزوجته امامه ساره نعم ساره ولكن الام شديده في كل جسده وماهي الا لحظات حتي اشار لساره ان تقترب منه وقال لها سامحيني ابنتي العزيزه ثم انخرط في البكاء
ناصر سيد
2/4/2011