العلاج بالأوزون: تاريخه, فوائده, استطباباته, أضراره :
بعض الناس بمن فيهم الأطباء وأخصائيوا الكيمياء الحيوية يرون أن الأوزون يتمتع بخصائص علاجية, في حين يرفض البعض اعتبار هذه الوسيلة علمية أو تحمل أي فائدة. لذا; فخلال الأعوام الماضية كانت القيمة الطبية للعلاج بالأوزون موضع جدل وخلاف بين الناس.
النشأة التاريخية للعلاج بالأوزون:
في عام 1856, أي بعد 16 عام من اكتشاف الأوزون, استخدم لأول مرة في العناية الصحية لتطهير غرف العمليات وتعقيم المعدات الجراحية.
ومع نهاية القرن 19 ترسخ مبدأ استخدام الأوزون في أوروبا لتطهير مياه الشرب من الجراثيم والفيروسات.
إن أول حديث عن استخدام الأوزون في الأدب الطبي كان في مجلة انكليزية عام 1885بعنوان "الأوزون" نشرتها الجمعية الطبية في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة.
وفي عام 1892 نشرت مجلة The Lancet مقالة تتحدث عن علاج السل بالأوزون, وفي عام 1902 نشرت مقالة أكدت فيها نجاح علاج صمم الأذن الوسطى المزمن بالأوزون.
وخلال الحرب العالمية الأولى كان الأطباء يعلمون الخصائص المضادة للجراثيم والتي يتمتع بها الأوزون, ومع قلة المصادر الطبية المتاحة التي يمكن تطبيقها موضعياً على الجروح الملوثة, تم اكتشاف أن الأوزون لا يستخدم فقط كعلاج للإنتانات, وإنما يمتلك خصائص لتحسين ديناميكية الدم بالإضافة إلى الخصائص المضادة للالتهاب.
أدلة على الفائدة الطبية من العلاج بالأوزون:
إن الاعتقاد الذي كان سائداً حول الفائدة العظيمة للأوزون منحت الناس أملاً كاذباً بأنه يمكن أن يشفي جميع الأمراض, بما فيها السرطانات والإيدز, ما حذا بمنظمة الغذاء والدواء الأميركية لاعتبار الأوزون غازاً ساماً دون أي فوائد طبية معروفة.
إلا أنها مؤخراً أكدت أن الأوزون يمكن أن يستخدم في تطهير الأطعمة المصنعة.
طبعاً خلال فترة عدم اعتراف الـ FDA ومنظمة الصحة العالمية بالأوزون كانت هنالك أعداد كبيرة من الدراسات التي أثبتت وجود فوائد كبيرة للعلاج بالأوزون, كما قدمت تقارير تعارض تلك التي قدمتها الـ FDA.
دراسات حول التأثيرات الجانبية والسمية للمعالجة الدموية بالأوزون (أوزنة الدم).
بدأت المؤسسات والمنظمات المهتمة بالمعالجة الدموية بالأوزون (أوزنة الدم) تزيد من اهتمامها بالتفكير حول مدى أمان وسلامة تطبيق الأوزون في الدم.
من المؤكد أن استنشاق الثدييات للأوزون يسبب ارتكاس مواد كيميائية في بطانة الرئتين مما يطلق شلال التغييرات المرضية.وبما أن الأوزون قادر على أكسدة الجزيئات العضوية في الغلاف الجوي فإنه لا بد أن يكون قادراً على أكسدة عناصر الدم والنسج الداخلية للجسم.
الباحثون المؤيدون للمعالجة بالأوزون يقولون بأنه عندما يدخل الأوزون إلى الدم فإن منتجاته تحرض تشكل الأجسام المؤكسدة أو الجذور الحرة مما يؤثر على متوالية انحلال النسج في بعض الأمراض ومن ناحية أخرى فإن الأجسام المضادة للأكسدة في الجسم والتي ينتجها الجهاز المناعي تقوم بتقليل وإنقاص الجذور الحرة الناتجة عن هذه المعالجة.
ومن المثير للاهتمام معرفة أن الجذور الحرة تعتبر بمثابة منظومة حيوية هامة في وظائف الاتصال بين الخلايا.
في عام 2000 قامت الجمعية العالمية للدمويات بنشر بحث يتحرى تأثيرات تطبيق الاوزون في الدم على كريات الدم الحمراء وأنزيمات الخلايا وقد تبين بالدراسة ما يلي:
لقد حازت المعالجة الدموية الذاتية بالأوزون على مكانة في الطب البديل لم تنلها بشكل صارم في التجارب السريرية .
وعلى الرغم من أن المقالات التي تتحدث عن العلاج بالأوزون منتوعة ومتناقضة فقد وجدت منظمات تقول بأن الأوزون بحد ذاته يؤثر على غلاف الكرية الحمراء و على عمليات الاستقلاب.
إن الغاية من هذه الدراسة كانت التحقق من تأثير تركيز الأوزون المستخدم خلال المعالجة الدموية الذاتية بالأوزون على الوحدة الأنزيمة للكرية الحمراء تماماً كما هو تأثيرها على سلامة الكرية الحمراء.
تشير بعض الدراسات إلى أن دم البشر يستطيع مقاومة الفعل المؤكسد للأوزون حتى تراكيز تصل إلى 42 ميكروغرام /مل, بينما تقنية الدفاع تجاه أذى الأوزون أو بدء التفاعلات التخريبة تبدو أضعف لدى بعض المرضى غير المحميين بالأجسام المضادة للأكسدة .
إن الأوزون ليس مجرد غاز ضار أو مؤذي عندما يستنشق بل إن له فائدة طبية مثبتة عندما يعد و يجهز بشكل جيد لهذا الغرض.
مثلاً غاز الخردل مصنف على رأس قائمة الأسلحة الكيماوية المحظورة في حين أن حقن نتروجين الخردل وريدياً خدم لفترة طويلة في العالم كعقار كيميائي رئيسي.
كما أن أكسيد الازوت و الذي يعتبر ملوثا بيئياً ساماً في الغلاف الجوي يعتبر عاملاً جوهرياً في سير العمليات الحيوية عند الثدييات عندما يتم انتاجه داخل الكائنات الحية بواسطة الجملة الانزيمية الصانعة له في خلايا معينة.
فيزيولوجيا الأوزون
أجرى الدكتور(Paul Wentworth Jr) و زملائه دراسة في معهد بحوث(Scripps Research Institute USA) في الولايات المتحدة قادتهم إلى الاعتقاد بأن الأوزون ينتج طبيعيا لدى البشر في العدلات أحد أنواع الكريات البيضاء في سياق الوظيفة المناعية للجهاز المناعي .
كما اكتشف هؤلاء الباحثون أن هناك دلائل على أن الاوزون يتم انتاجه في حال التصلب العصيدي (العصائد الشريانية) كأحد نواتج العملية الالتهابية . فيما قال أخرون بأن هذه دراسة غير حاسمة على اعتبار أن الواسمات الكيماوية المستعملة في تحديد الانتاج والارتكاس للأوزون قد تظهر في تفاعلات أخرى غير معتمدة على الأوزون .
إذا كان الأوزون يتم إنتاجه في الجسم البشري حقا ً عبر جهاز المناعة فإن ذلك سيدفع بالمشككين إلى الاذعان لفكرة غاية في الأهمية وهي أن الأوزون دواء .
علماً أن العديد من جزيئات الغاز الأخرى تم اثبات دورهالالحيوي الجوهري في عمليات التراسل الخلوي.
الأقطار و الولايات حيث تم اختبار العلاج بالاوزون فيها
ترسخ العلاج بالأوزون في معظم البلدان الاوربية كعلاج متتم أو بديل في الدول التي سمحت سلطاتها الصحية بهذا النوع من الممارسات .
النقابة الأوربية لروابط الأوزون الطبي والتي تم تأسيسها عام 1972نشرت عناوين عريضة حول استطبابات ومضادات استطباب الأوزون من خلال حلقات البحث التجريبية.
ومع بداية الثمانينات فإن بحثاً واستقصاء ألمانياً أجري في جامعة(Klinikum) ولاية (Giessen) بالتعاون مع معهد الاحصاء الطبي و نشرفي مجلة"Empirical Medical Acts"يظهر أن ما يفوق الـ 5 ملايين معالجة بالأوزون تم اجراؤها لحوالي 350 ألف مريض من قبل ما يفوق الـ 1000 معالج نصفهم أطباء. وعلى الرغم من أن الأوزون استعمل كعلاج متتمم من قبل عدد لا بأس به من الأطباء في ايطاليا و استراليا والمانيا فإنه لم يحصل على الدعم الشعبي وسياسة الـتأمين في هذه الاقطار ولم يغطى بالتأمين الصحي كونه ليس جزء من منهج المدارس الطبية المحترمة.
في المانيا كان هناك مقترح لتضمين العلاج بالأوزون ضمن برنامج الضمان الصحي ولكنه ووجه بمعارضة شديدة من قبل باحثين و صيدلانيين أرداوا أن يعرفوا عنه أكثر من خلال أدلة طبية مستندة إلى حقائق علمية.
بشكل عام فإن الدول ذات النظام الصحي الاشتراكي لا تواجه صعوبة كبيرة في قبول العلاج بالاوزون كعلاج طبي, إذا لا يوجد منع واضح للعلاج بالاوزون في بلغاريا وكوبا وجمهورية التشيك وفرنسا وألمانيا واليونان والكيان الصهيوني وإيطاليا واليابان وماليزيا والمكسيك وبولندا ورومانيا وروسيا وسويسرا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وأوكرانيا.
أما في الولايات المتحدة فقد تم سن شرائع جديدة حول العلاجات البديلة وقد تضمنت هذه التشريعات,العلاج بالأوزون كخيار لعلاج بعض الحالات ففي بعض الولايات بمكن للمعالج الفيزيائي أن يستخدم الأوزون في العلاج خلال ممارسته السريرية دون أن يخشى من الملاحقة القضائية.
طرق الإدخال:
يتضمن العلاج التقليدي بالأوزون طرق الإدخال التالية:
الإدخال عبر الوريد أو ما يسمى بالمعالجة بالدم الذاتي.
الإدخال العضلي.
الإدخال داخل المفصل وداخل القرص الفقري.
النفخ داخل المستقيم والمهبل.
والتطبيق السني.
يضاف إلى ذلك مجموعة من طرق الإدخال الأخرى غير المثبتة بعد.
معالجة السرطان باستخدام الأوزون:
منظمة السرطان الأمريكية لطالما حذرت من استخدام الأوزون للمرضى المصابين بالسرطان, على اعتبار أن معظم الأبحاث كانت تؤكد أنه لايملك أي فائدة علاجية بل على العكس فقد يكون له تأثيرات ضارة.
وهذا ما دعمته بريطانيا وأستراليا.
لكن ومع المزيد من الأبحاث,
فقد أثبتت دراسة في عام 1980 أجريت في جامعة واشنطن أن الأوزون يثبط نمو الخلايا السرطانية لسرطان الرئة والثدي والرحم وذلك عند استخدامه بجرعات مناسبة في حين لم يؤثر على الأنسجة الطبيعية. ولكن هذه الدراسة بحاجة لإثبات مدى فعاليتها داخل جسم المريض.
وقد أظهرت دراسة فرنسية أن العلاج بالأوزون قد يكون له تأثير مساعد للعلاج الكيميائي على السرطانات المشتقة من الكولون والثدي والمقاومة أصلاً للعلاج الكيميائي.
استخدام الأوزون في علاج الأمراض الفيروسية:
صدرت عدة مقالات في اليابان وروسيا والدول الاسكندنافية تؤكد الفائدة من أوزنة الدم في علاج التهاب الكبد C.
في حين طالبت شعبة الصحة في نيويورك بإيقاف التجارب السريرية التي تحاول إثبات فعالية الأوزون في علاج التهاب الكبد C.
استخدام الأوزون في علاج فتق النواة اللبية:
قريباً سيتم اعتماد هذه الطريقة الفعالة في الولايات المتحدة لتسكين الألم الناتج عن فتق النواة اللبية
وقد تم إجراء بعض الدراسات لمعرفة دور الأوزون في تسكين الألم:
يتضمن العلاج بالأكسجين والأوزون حقن مزيج غازي من الأوزون والأوكسجين في القرص المنفتق,
وهذا العلاج قد يسكن الألم والالتهاب وذلك من خلال التقليل من حجم القرص, وفيما يعرف بأن إزالة القرص جراحياً هو الحل الأمثل, إلا أن العلاج بالأوكسجين والأوزون يعتبر علاجاً آمناً جداً,حيث يستخدم الطبيب المعالج التصوير الشعاعي ليعرف تماماً مكان الحقن.
ويؤكد الأطباء أن نتائج هذا العلاج مبهرة إذا تسكن الألم وتعيد الشخص إلى حياته الطبيعية خلال وقت قصير بشكل مشابه لنتائج العمليات الجراحية,
إلا أن اختلاطات العلاج بالأوزون تكون أقل بكثير بشرط ان تتم بأيدي خبيرة بعيداً عن أي أذى للعمود الفقري.
الأوزون يقلل من حجم القرص الفقري: وهذ ما يجعله مسكناً للألم.
كما نعلم; فإن الأقراص بين الفقرات وظيفتها امتصاص الصدمات وجعل العمود الفقري مرناً, ولكن عندما تصاب هذه الأقراص فإنها تنفتق, وإن خضوع الشخص للجراحة واستئصال القرص يفقده ميزات هذا القرص ويعرضه إلى مشاكل مختلفة.
إن آلية تأثير الأوزون في تسكين الألم معقدة ولكنها تستند بشكل أساسي على إنقاص حجم القرص الفقري من خلال التأثير المؤكسد للأوزون.
لقد وجد العلماء أن أي سائل غير قابل للانضغاط يمكنه أن يخفض حجم القرص الفقري بمعدل 0.6% سيتسبب بانخفاض الضغط بمعدل 6.89 باسكال, وهذا التغيير الطفيف في الحجم يخلق نوعاً من التغيير في الضغط, ما يخفف من انضغاط الأعصاب وبالتالي يسكن الألم, وهذا ما جعل من خيار استخدام علاج الأوزون\الأوكسجين خياراً ملائماً في تسكين الألم الناتج عن فتق النواة اللبية دون السماح بحصول أي أذية غير عكوسة.
تستغرق الجلسة العلاجية حوالي 30-45 دقيقة , وفيما عدا الشعور بوجزة إبرة صغيرة فإن العملية تتم دون أي ألم.
إن الفترة النموذجية للعلاج هي 6-10 جلسات علاجية بمعدل 1-2 جلسة اسبوعياً ومعظم المرضى يشعرون بالتحسن خلال الجلسة 2-3.
أما عن التكلفة فهي حوالي 110-120 دولار للجلسة العلاجية الواحدة.